بساط العجائب (جزء اول)

 تعرف علي بساط العجائب :- جزء اول 

 بسم الله الرحمن الرحيم

.......... ما هي اشد البنايات التي بناها الإنسان اثارة للإعجاب والدهشة ؟؟ هل يمكنك أن تختار سبعا منها فقط ؟؟

       هذا بالضبط ما فكر فيه الاغريق منذ أكثر من 2000 سنة ؛ حيث صنعوا قائمة بالعجائب في مختلف بلاد العالم ، واطلقوا علي قائمتهم لاعظم سبع بنايات إسم "عجائب الدنيا السبع" وكانت من الفخامة والجمال إلي حد يأخد العقل ، لكن واحدة فقط من هذه العجائب السبع القديمة ظلت موجودة إلي اليوم ، ففي "مصر" ظلت اهرامات "الجيزة" باقية ، بينما دمرت الطبيعة والانسان العجائب الست الاخري ؛ لذا فكر أحد المغامرين السويسريين بأنه قد حان الوقت لوضع قائمة جديدة ، فلقد أراد أن يثير غيرة الناس للحفاظ علي كنوزهم المشيدة ، فأقام مسابقة دولية من اجل أن يختار ملايين المصوتين أفضل بقاع العالم بالنسبة لهم ..

         والان حان دورك ، استعد لتجوب خلال أربع قارات وتري سبع عجائب ، وكلما توقفت عند إحداها اسأل نفسك سؤالا :تري هل نجح المصوتون في فهمهم للرسالة التي أراد المغامر السويسري توصيلها ؟

"من اجل الحب"

         "اكرا".... "الهند" .

    في أول محطة تجد نفسك تحملق في قبة "تاج محل" Taj Mahal الرخامية العملاقة ، والتي يصطبغ لونها في الفجر بألوان وردية مائلة إلي الصفرة المحببة ، وفي السماء تسطع بلون فضي في ضوء القمر ، إن إسمها يعني "قصر التاج الملكي "Crown Palace باللغة الفارسية Persian ، ويعد هذا الأثر بمثابة مقبرة بناها الحاكم ليهديها إلي زوجته قبل رحيلها ، فلقد طلبت تذكارا يخلد حبهما معا ، امضي الحاكم ذو القلب المحطم حزنا علي علي رحيل زوجته 20 عاما يبني" تاج محل " وكلفة مليون روبية ، وهذا المبلغ يعد ثروة بالنسبة ل"الهند" واحتاج العمل إلي 20 الف عامل واكثر من ألف فيل ؛ لرفع كتل ضخمة من الرخام الابيض ..

          وانتهى العمل منه في خمسينيات القرن السابع عشر ، اليوم ترتفع القبة بنحو 73 مترا في عنان السماء ، و جدرانها الداخلية لا تزال تتلألأ بما يرصعها من الأحجار الكريمة و الجواهر المبهرة .. يعتبر بعض الناس أن "تاج محل" أجمل بناية في العالم ، فما رأيك انت ؟؟

          لقد قام صناع الافلام بتصوير جزء من مشاهد أفلام "انديانا جونز" lndiana Jones وفيلم "الحرب الصليبية الأخيرة" Last Crusade في مدينة "البتراء" Petra ب"الاردن"

"مدينة الأحجار"

          يبدو أنه لا تزال لديك محطة أخري في قارة "آسيا" لزيارتها ، أنت الان تركب أحد الجمال عبر الوادي Canyon جنوب غرب "الاردن" يبدو الجرف Cliff الصخري عاليا جدا والممرات ضيقة للغاية ، حتي إنه يصعب علي جملين أن يسيرا جنبا إلي جنب بدون أن يتم حشرهما ..

       والان تصل إلي فتحة ، ويبدو الجرف الصخري الان كأشكال لأبنية مدينة ما ، هل تخدعك عيناك أم ماذا ؟؟ كلا ، إنك تقف الان في بقعة ساخنة مليئة بالغبار ، إنها "البتراء" Petra ، والتي تعني باللغة الإغريقية القديمة "الصخر" ، لقد نحت الناس المدينة داخل الصخور الشاهقة من الرمال الوردية ، ولو نظرت لاعلي ستجد أن بعض هذه المنحوتات مرتفعة إلي الحد الذي يناظر ارتفاع بناية مكونة من عشرة طوابق ، غير إنها موجودة في الصخر !!!

          منذ 2000 سنة ، كانت "البتراء" تطل علينا كأحد الأسواق المزدحمة ، وكان يعيش بها أكثر من 30 الف شخص علي الاقل ، روائح العطور والتوابل والجمال تملأ المكان والهواء المحيط به ، فلقد أعتاد الناس التباهي بكنوزهم وأموالهم وشيدوا القصور والمقابر الفخمة ..

      ولكن في القرن الرابع دمر زلزال نصف المدينة ، وبمرور الوقت رحل الناس ، وصارت "البتراء" مدينة منسية ..

          وفي بداية القرن التاسع عشر ، عثر احد المستكشفين علي أطلال المدينة ، وعكف العلماء علي الحفر والتنقيب عن آثار وكنوز "البتراء" منذ ذلك الحين ، ولكن حاذر أين تضع خطواتك ، فثلاثة ارباع المدينة لا يزال مدفونا تحت الارض ..

"الجدار المتموج"

         محطتنا التالية هي "الصين" أنت الان علي قمة جدار حجري ضخم ، إنه يبدو ممتدا يلا نهاية بصورة متموجة علي كلا الاتجاهين ، إنه ليس بجدار عادي ، بل هو "سور الصين العظيم" ..

         لقد بدأ الصينيون بناء الجدران منذ أكثر من 3 الاف سنة ، كانوا يريدون ردع الأعداء ومنعهم من الدخول ، ولقد تم بناء معظم أجزاء السور خلال فترة أسرة "مينج" Ming Dynasty ، اثناء حكمهم في الفترة من عام 1368م وحتي عام 1644م ..

          أما اليوم فيعد هذا السور العظيم أعظم ما بناه الإنسان ، وفي أحدث الدراسات وجد أن هذا السور يمتد لمسافة تصل إلي 8850 كم ، والتي تعادل مسافة عبورك ل "الولايات المتحدة الأمريكية "مرتين تقريبا ، يمر السور وسط الجبال والصحراء بشكل يشبه الافعي ، كما أنه يخترق الصحاري ، بالقرب من العاصمة الصينية "بكين" Beijing يصل ارتفاع السور إلي 7.6 متر ، لكن في بعض الاماكن ربما لا نجد أيه بقايا السور ، فلقد دمرته الزلازل والعواصف الرملية ، كما أن الناس اخذوا من أحجار هذا السور إما علي سبيل الذكري أو لبناء منازلهم ؛ مما دمر أجزاء منه ، ومن أجل أن تساعد الصينيين في الحفاظ على كنزهم ينبغي عليك أن تكتفي فقط بأخذ الصور ..

           السور العظيم يعبر الصحاري والجبال في شمال "الصين" وينتهي عند البحر ؛ حيث يصبح إسمه عندئذ "رأس التنين" ..

              والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته