تعرف علي حمي الذهب جزء ثآني :-
بسم إلله الرحمن الرحيم
"الذهب في العالم الجديد"
"كولومبيا" .. القرن السادس عشر : انتشرت اخبار أحد الاحتفالات Ceremony في انحاء "اوربا" ، ويرجع أصل هذا الاحتفال إلي معتقد قديم وقصة غريبة للغاية ، تروي أنه في حضارة "مويسكا" Muisca المندثرة التي كانت موجودة في وسط "أمريكا الجنوبية " ، كان الملك يتألق ببريق ساطع كالشمس نتيجة غبار الذهب الناعم الذي يغطي جسمه ، وكان يقف فوق طوف وسط بحيرة واكوام الذهب البراق تتألق عند قدميه ؛ عندها ينثر الملك الذهب في ماء البحيرة ثم يغطس ليزيل الذهب عن جسمه ؛ مما يعود علي الهة تلك الحضارة بالسعادة ..
راح الباحثون عن الذهب يتساءلون حول حقيقة وجود مدينة ذهبية يعيش فيها هذا الرجل الذهبي ؛ وانتشرت القصة بين الناس لدرجة اعتقادهم أن شوارع هذه المدينة مرصوفة بالذهب ، وعرفت المدينة باسم "الدورادو" El Dorado وهو ما يعني "مدينة الذهب" ؛ وهكذا اجتاحت حمي الذهب الناس مرة أخري ؛ ونتيجة لذلك أسرع الغزاة الاسبان إلي "أمريكا الجنوبية" بحثا عن مدينة "الدورادو" ، لكن الحظ لم يحالفهم هذه المرة ، ورغم ذلك لم يكن الأمر خسارة كاملة ، فقد اكتشفوا الذهب في حوزة كثير من قبائل "أمريكا الجنوبية " علي هيئة مجوهرات ومشغولات ذهبية ، ورغب الباحثون في الحصول علي هذه الممتلكات الذهبية بشدة ؛ لدرجة أنهم قتلوا واسروا الالاف في سبيل الوصول إلي غايتهم ..
كان "اتاولبا" Atahualpa قائدا لقبيلة "الانكا" lnca وعرف باسم "ملك الشمس " ، وفي عام 1532 عثر الباحث الاسباني "فرانشيسكو بيتزارو" Francisco Pizarro علي مدينة "ملك الشمس" ..
دخل "فرانشيسكو" المدينة بصحبة 300 جندي ، ورحب "ملك الشمس" بالقائد الاسباني ورجاله وعزفت الموسيقي ، ولكن فجأة أعطي "فرانشيسكو " اشارته ليطلق جنوده نيران بنادقهم ويصيبوا 2000 رجل ويأسروا الملك ، عندها أعلن" فرانشيسكو" إنه سيطلق سراح "ملك الشمس " مقابل غرفة مليئة بالذهب ، وحصل "فرانشيسكو" علي ذهبه ؛ لكنه مع ذلك أخلف وعده وقتل "ملك الشمس" وكان "فرانشيسكو" يفعل أي شئ مقابل المعدن الاصفر النفيس ..
"كاليفورنيا" .. عام 1848 : في تلك السنة تم العثور علي قطع صغيرة من الذهب في أحد الجداول بولاية "كاليفورنيا" : ليتصدر عنوان" العثور على منجم ذهب" صحف الاخبار يومها ، تلك الاخبار التي غيرت "أمريكا " الي الأبد لتجتاح "حمي الذهب" البلاد ..
توافد الأمريكيون بعشرات الالاف من جميع انحاء العالم علي المكان المذكور ناحية الغرب سعيا وراء الثروة ، وفي سبيل ذلك تركوا عائلاتهم وراحوا يدقون الصخر ويحفرون الارض ويخوضون الجداول التي تكاد مياهها تتجمد من شدة البرودة ؛ لدرجة إصابة بعضهم بالمرض وتعريض آخرين أنفسهم للاذي ، إلا أن الحظ حالف آخرين ليعثروا علي الذهب ؛ لذلك استمر توافد الباحثين ؛ علي أمل أن يكونوا ممن يحالفهم الحظ ليصبحوا أغنياء ..
"القبضة الذهبية"
العالم .. عام 2009 : في وقتنا هذا أصبح العثور علي الذهب أصعب من ذي قبل ، وفي معظم مناجم الذهب حول العالم يعثر العاملون علي قطع صغيرة جدا ، حتى إن 40 قطعة مما يعثرون عليه إذا وضعت مصفوفة بجانب بعضها لا تتعدي في طولها هذه الجملة ، فضلا علي إنه يتعين علي العاملين في تعدين الذهب العمل في حفر صخور قد يصل وزنها إلي 30 طنا ؛ للعثور علي كمية صغيرة من الذهب تكفي لصنع خاتم واحد ، وقد تركت هذه العمليات أثار الخفر ظاهرة علي سطح الارض ؛ حتي أصبح من الممكن رؤيتها من الفضاء ..!!
وفي عام 1990 تم اكتشاف ذهب داخل بركان في إحدى جزر "اندونيسيا" واليوم لم يعد هذا البركان موجودا !! لقد اختفت كل آثار وجوده بعد أن اخذه الباحثون عن الذهب باكمله ، صخرة وراء صخرة ..
لا يزال التعدين مهنة خطرة تماما كما كان عند المصريين القدماء ، فاليوم يستخدم كثير من العمال سائلا خطيرا هو الزئبق Mercury لفصل الذهب عن الصخر ، إلا أن الزئبق يمكن أن يتسبب في تسمم الناس والبيئة ، ورغم ذلك تتزايد رغبة الناس في الحصول على الذهب أكثر واكثر ، ففي عام 2007 قدرت مبيعات المشغولات الذهبية بحوالي 2500 طن حول العالم ..!!!
واليوم يتعدى الامر مجرد افتتان الناس ببريق الذهب اللامع ؛ إذ يدخل الذهب في صناعة أجهزة الكمبيوتر و الهواتف المحمولة والتليسكوبات ، ويرتدي رواد الفضاء اقنعة Visors مغطاة بطبقة رقيقة من الذهب تحميهم من أشعة الشمس ، كما يدرس الأطباء إمكانية استخدام الذهب في مساعدتهم في علاج أمراض السرطان ..
ربما لم يخطر ببال المصريين القدماء استخدام الذهب بهذه الطريقة ، وربما فصلت بينهم وبين عمال المناجم وعلماء وفناني اليوم امثال "بيل اداير" Bill Adair سنوات عديدة ، لكن شيئا واحدا يجمعهم .... إنه "حمي الذهب" ...
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته




